خواطر وتأملات في رحاب الحق

خاطرة

هو الله الذي لا اله إلا هو ...القديم بلا بداية ..الموجود بلا نهاية ...لا يحتويه الزمان ..ولا المكان .. ولا الكلمة .. ولا الحرف .. ولا الكم .. ولا العدد .. ولا المعنى .. ولا الصورة .. ولا الشكل ... لأنه في العلو المطلق .. حيث لا حيث ...وعند لا عند .. لا تدركه العيون .. ولا تحيط به الظنون .. احتجب عنا من فرط قربه منا .. وتوارى عنا من فرط إشراقه علينا ...هو كالشوق .. نكابده ولا نجد له وصفاً .. وكسواد أعيننا أقرب إلينا من كل شيء ولكننا لا نراه .. هو علة الحق والخير والجمال في الأشياء ... والمقصد الأسمى للإرادة في نزوعها إلى المطلق ... والغاية القصوى للعقل في جدله .. هو أسمى موضوع لنظر الفيلسوف ..لا يوصف إلا سلباً .. ولا يعين إيجاباً إلا بنوع من التمثيل النافض .. لأنه غير مشارك في شيء ..ولكنه هو هو ..هو الذي ينشر ضوء الحق على موضوعات العلوم .. ويمنح النفس قوة الإرادة .. فهو مبدأ الحق والعلم ..تستمد منه الأشياء ماهيتها وليست له ماهية .. هو كله في حاضر مستمر فإن أقسام الزمان لا تناسبه .. هو العلة الأولى للوجود وأصله ..ثابت .. باق .. لا يتغير .. لذا فالوجود المتحرك المتغير مفتقر دوماً إلى أصله في حركته الرجعية في طريق التطور .. ومع ذلك فما زال الله هو عين الحقيقة التي لا حقيقة غيرها.

مختار الحاج عبد الرزاق
terter17@hotmail.com