شذرات من قاع الذكريات (3)
توقفت في الحلقة الثانية من فتافيت من قاع الذكريات في ذكريات مدرسة العباسية تقلى الوسطى حيث ذكرت أسماء بعض الزملاء ممن هم معي في نفس الدفعة وممن هم إمامي بسنة أو سنتين وبقى لي أن اذكر بعضا ممن جاؤا بعدنا ونحن نستعد للخروج إلى الثانوي عام 1974 م . فقد جاء بعدنا الإخوة:محمد الحسن أبو نخل الصغير (اللغر) مش أبو حوة
والأخ احمد صالح حاج احمد - الآن إمام مسجد الترتر العتيق وقد كان طالبا ذكيا جدا تعجبت لماذا لم يستمر في تعليمه – وكذلك الأخ عمر الطيب حاج احمد - ومحي الدين عبد القادر وقد أصبح جنديا في القوات المسلحة وهو الآن بالمعاش ويسكن مدينة الدمازين ... وغيرهم . ومن دفعتنا من أولاد الترتر ومن أولاد الخارجية (الطلاب غير الداخليين) الأخ الفاتح ود البحر. أما من بنات الترتر في مدرسة العباسية تقلى الوسطى بنات فهناك الأخت المرحومة : بتول إسماعيل الحر(لها الرحمة والمغفرة) والأخت: سعاد الطيب – الله يطراها بالخير- وكنا نسافر جميعا زمن الخريف (بالحمير) عن طريق البو ثم وكره ثم العباسية . وكان الأخ عبد الرحيم المهدي (ود المهدى) كثيرا ما يغني لنا في رحلتنا البطيئة ويطربنا بصوته الشجي والأخ عبد الرحيم المهدى كان متعهد السفريات حيث كان يمر علينا فردا فردا ويأخذ موافقتنا على السفر بعربية القرعي مثلا ويستلم القروش وكنا نحن نفوضه لأنه واسع العلاقات ويعرف كل أصحاب العربات . ولكن أحيانا يبتسم لنا الحظ نصادف عربة من الترتر مثل عربية أولاد قرشي (النيسان الذي كان يسوقه اللمين) وهو سائق طيب وخلوق جدا (عكس سواقين الزمن دا) أو نصادف عربية حاج الطيب حاج احمد (له الرحمة والغفران) أو عربية صالح حاج احمد (الله يمتعه بالصحة والعافية) ويسوقها ادم الشيخ- الله يعطيه العافية وكان أيضا غاية في الطيبة والانضباط .
كانت مدرسة العباسية تقلى الوسطى تمثل كل مجتمع المنطقة الشرقية . فمن رشاد هناك الثنائي الطريف : قاسم ومحمد أحمد ولكن لا احد يعرفهما بهذه الأسماء بتاتا فهم معروفين بابو رقيع وأبو سريج وكانا غاية في الطرافة وخفة الظل – ومن أولاد كرموقية زميلي وجاري في الفصل : إسماعيل عبد الرحيم رشاش وكان أصغرنا سنا في الصف حيث دخل المدرسة صغيرا جدا . وكذلك الأخ احمد التوم بليلة وهذا كان مشتركا معي في كونه جاء أول اللجنة للقبول للوسطى وبنو عمومته بليلة على بليلة وعيسي بابكر وغيرهم . إما من أولاد أبو كرشولا فهناك أطرف شخصية معروفة جدا لدى كل المدرسة وهو الأخ كمال عوض رحمة الله (كنداك ) وله مواقف طريفة وتعليقات غاية في الذكاء – وذلك الأخ صلاح عثمان (ال ghost ) – وابشر جبارة – وحسين صالح - وحسن جاد كريم – وكان نائب رئيس عنبرنا حيث إن الرئيس إن عطية حسن من رشاد – واذكر إن الرئيس نميري عندما زار منطقة العباسية تقلي واستقبله الناس في ميدان مكشوف وكانوا يهتفون نزع عطية هذا عمامته من رأسه ورمى بها عليه من شدة الحماس فابتسم له نميري وأعادها له وجاء مسرورا يحكي هذا المشهد لزملائه – ومن رشاد الأخ نجيب عمر بلل وكان نائب ضابط الداخلية والطابور الصباحى والأخ عبد الرحيم الباشا (رحمة الله ) وقد شرفنا ضايطا إداريا بالترتر فيما بعد – له الرحمة والمغفرة – ومن الموريب الأخ احمد بابكر جاه الله وكان يحتكر المركز الأول بالصف ولا ينافسه فيه الا الأخ المليح مقدم الماحي واحمد حسن مرسال لأنهما يتفوقان عليه في مادة الرياضيات – ومن تبسة الأخ الكريم وصديقي العزيز : احمد خليفة الجدى – الله يطراه بالخير – ولا ادري أين هو الآن – وكذلك الأخ : إبراهيم محمد احمد. ومن السنادرة الأخ صديق عطا المنان وهو الان دكتور في الجامعة. ومن السهل الإخوة: اللخمي إسماعيل (رحمه الله) توفي في حادث ارتضام طائرة عسكرية والأخ الحاج علي الفضل والأخ تحاميد..ومن التمدة شرق العباسية الإخوة : النعمة عيسي وعلى نواى يحي – ومن السريف الأخ احمد اردب – ومن بلولة الأخ عبد القيوم البشير والإخوة أولاد ابشنب . تصوروا كانوا معنا طلاب من حلفا تصوروا كيف كانت المدرسة جامعة لكل القوميات ومعنا أولاد حمر على رأسهم الأخ العزيز عثمان بدر بريمة (من غبيش) – ومن النهود محمد يوسف – واحمد التجاني دفع الله - وأولاد كنانة وأولاد البقارة – على حسين ومختار صالح . ومن تنبول مبارك عثمان عبيد – ونجيب عمر خلف الله – ومن المناقل الهادي عجيب – ومن كالوقي إبراهيم العالم واحمد ياسين وسعيد علي النور – ومن كابوس عثمان ويوسف عيد – ومن الموريب أيضا الأخ حمد النيل البدوي المنار ومن ابوجريس الطيب يوسف عبد العليم وحامد محمد بابكر – ومن ابوكرشولا أيضا الإخوة بكر موسى إيدام و الطاهر النور ووادى النور احمد جيلي والرحوم احمد وادى ( وقد تصادف إن احضر وفاته بمدينة الدمام بالسعودية ) له الرحمة .. والكثير من الزملاء الذين لا تسعفني الذاكرة بأسمائهم خاصة بعد مرور سنين طويلة وقد أصبحت ذاكرتي one giga فقط
وقد كانت الداخلية تحظى بميزانية محترمة حسب داخليات زمان : جبنة هولندية صفراء فاقع لونها تسر الناظرين – تأكلها من غير عيش – وسردين تونا من جزر هاواى هونولولو وكوب لبن صاااافي ماadulterated زى لبن الزمن دا- الزمن دا اللبن الخالص والعسل الأصلي زى الزيبق الأحمر في الندرة- وأضاف بعض الظرفاء والصديق الوفي.. ونحن في الداخلية كنا نستمتع كل يوم خميس بتغيير في الوجبات حيث يتم توزيع التمر أو المنقا . وكانت تصرف لكل واحد منا صابونة غسيل كل أسبوع حتى إن بعض الطلاب يوفرونة ويأخذونه معهم إلى أهليهم في الإجازات. ورغم ذلك كانت لدينا بعض العادات الطريفة حيث كنا نذهب في العصريات إلى( جومت) حيث جروف الفول ونبركت الفول ونتسلى بأكله وكذلك النبق. وكان المحظوظ منا تأتيه حوالة من قريب له حيث تتم توزيع الجوابات والحوالات في الطابور (طبعا ما كانت فه موبايلات إلا تلفون المدرسة ) وكنا نسمع المدرسين يتحدثون في التلفون بصوت عالي جدا لا الخطوط غالبا ما تكون رديئة . أما نحن أولاد الترتر فكنا نعتمد على يوم الثلاثاء سوق الترتر حيث يذهب اهالى العباسية لسوق الترتر ويحضرون معهم الجوابات مع ناس (مختار ود حاج احمد- وحاج بوبه ) وهم من تجار الفلاته المشهورين بالامانة واذكر مرة إن مختار ود حاج احمد سال عني وقال ليهم نادوا لي ود الحاج عبد الرزاق عنده مصاريف وطارت الإخبارلي وذهبت في سرعة البرق فاخرج لي 25 قرش باعتبارها مرسلة لي مصاريف وفرحت بها جدا ودعوت بعض الأصدقاء المقربين إلى وجبة أعواد أقاشى . وهناك أيضا العشريف (الذرة الشامى) المسلوق عند عمك منقا – والبامبي المسلوق. وفي طريقنا إلى السوق كنا نصادف بعض الدجالين يفرشون العروق وكنا نختبرهم بان نأخذ عودا صغيرا من الأرض ونخفيه وسط العروق عندما نلمسها ونتصنع بأننا نريد إن نشتري ونسال صاحب العروق عن فائدة هذا العرق الذي في الأصل وضعناه نحن فيقول هذا عرق كذا وكذا ويعدد له عشرة فوائد على الأقل وكان يندهش عندما ننفجر ضاحكين ونغادر من عنده دون إن نشتريه- والى اللقاء في شذرات أخرى ان شاء الله.
شليل وينو
مختار الحاج عبدا لرزاق
terter17@hotmail.com